اخواني الاعضاء أثناء تنقلي في بعض المواقع وجدت هذا الموضوع فتفضلوا
شارون.. سيرة طويلة في خدمة الشر
صحيفة الوطن القطرية 17/1/2006
جرياً على قاعدة محاسبة مجرمي الحرب النازيين ومتابعتهم مهما كان الدور الذي قاموا به في المجازر التي ارتكبتها النازية ضد اليهود بمن فيهم الحراس على بوابات الأفران. من حقنا أن نستذكر شيئاً من سجل أرييل شارون الذي حفل بارتكاب أقصى وأبشع المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين منذ العام 1953.
ولد شارون في فلسطين في عام 1928 وذلك في ظل الاحتلال البريطاني وتبنى الفكر الصهيوني منذ طفولته حيث انضم إلى الهاجاناه في العام 1942 وهو لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره. وكانت الهاجاناه أكبر المنظمات المسلحة للمنظمة الصهيونية التي قامت بكثير من العمليات بحق المدنيين الفلسطينيين وشكلت نواة الجيش الإسرائيلي فيما بعد.
في العام 1953 تولى شارون قيادة الوحدة 101 التي شكلت للقيام بعمليات عسكرية لإرهاب الفلسطينيين وإرغامهم على إخلاء مدنهم وقراهم وهناك مثالان شهيران على وحشية الأعمال التي قامت بها هذه الوحدة. ففي أغسطس من عام 1953 قاد شارون عناصره لمهاجمة مخيم اللاجئين في البريج في غزة حيث قتل ما لا يقل عن 50 مدنياً. وقد وصف مسؤول الأمم المتحدة آنئذ الميجور جنرال فاجن بنيك كيف كان أفراد الوحدة 101 بقيادة شارون يرمون القنابل «عبر نوافذ الأكواخ التي كان ينام فيها اللاجئون الذين كانوا يلوذون بالفرار ليجدوا أنفسهم عرضة لهجوم الأسلحة الصغيرة والآلية».
وفي 14 أكتوبر من العام 1953 هاجمت وحدة شارون قرية قبية الفلسطينية ودمرت المنازل وقتلت المدنيين وقد وصف المؤرخ الإسرائيلي آفي شيلايم المجزرة بقوله: «أعطى شارون أوامره باختراق قرية قبية وتفجير المنازل وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها... تحولت القرية إلى كوم من الحطام حيث تم تدمير 45 منزلاً وقتل 69 مدنياً نسبة الثلثين منهم كانوا من النساء والأطفال».
وأكد مراقبو الأمم المتحدة أن «السكان كانوا يجبرون تحت تهديد السلاح على البقاء في منازلهم لتدمر فوق رؤوسهم».
في 19 أكتوبر العام 1953 أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً تعبر فيه عن «أعمق مشاعر الحزن لعائلات الضحايا الذين قضوا في هجوم قبية» كما أعربت عن إيمانها بضرورة «محاسبة المسؤولين واتخاذ الإجراءات الفعالة للحيلولة دون وقوع حوادث مماثلة في المستقبل». (مجلة وزارة الخارجية عدد 26 أكتوبر العام 1953 ص 552).
وفي العام 1956 شاركت "إسرائيل" في العدوان الثلاثي على مصر إلى جانب بريطانيا وفرنسا حيث ساهم أرييل شارون ورافائيل إيتان في العدوان كقائدين لكتيبة المظليين 890 التي كانت مسؤولة عن مقتل حوالي 270 سجيناً مصرياً بعضهم كانوا عمال طرق مدنيين من السودانيين ودفنهم في رمال الصحراء. وقد تم تناول المجزرة لاحقاً في مقال «الإسرائيليون يعترفون بالمجزرة» الذي نشرته الديلي تليغراف في 16 أغسطس من العام 1995. وخلال مقابلة تليفزيونية أكد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أريي بيرو وقوع تلك المجزرة واعترف بإطلاق النار على السودانيين.
بعد حرب 1967 التي احتلت بها "إسرائيل" ما تبقى من الأراضي الفلسطينية. تولى شارون مسؤولية القوات الإسرائيلية في الجنوب للقيام بمهمة تطهير قطاع غزة وهي المهمة التي اعتمد فيها على قبضته الحديدية حيث اغتال عناصر المقاومة وأقام نقاط التفتيش وفرض الحصار وهدم المنازل الفلسطينية لإنشاء طرق عسكرية. في هذه المرحلة بات شارون يعرف بلقب البلدوزر نسبة إلى هذه الآليات التي استخدمها لتدمير المنازل والأرض. وقد كتب فيل ريفز في صحيفة الإندبندنت البريطانية يقول «في أغسطس من العام 1971 فقط دمرت قوات شارون حوالي 2000 منزل في غزة وشردت 16 ألفاً من اللاجئين الفلسطينيين للمرة الثانية في حياتهم واعتقلت المئات من الشبان الفلسطينيين الذين أبعدوا إلى لبنان والأردن».
في 16 سبتمبر من العام 1982 حاصرت القوات الإسرائيلية مخيمي صبرا وشاتيلا وسمحت بدخول ميليشيات قامت على مدى 60 ساعة باجتياح المخيمين وقتل المدنيين من الفلسطينيين واللبنانيين وهدم منازلهم. وقد دفن الكثير من الضحايا في قبور جماعية في حين لم يحدد العدد الدقيق لضحايا هاتين الجريمتين حيث أشارت أرقام الصليب الأحمر إلى 1500 قتيل فيما ارتفع العدد لاحقاً ليصل إلى 2750.
واستجابة للضغوط الدولية ورغبة في تبرئة جيشها عمدت "إسرائيل" إلى تشكيل لجنة خاصة للتحقيق بالمجزرة برئاسة اسحق كاهانا رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية. ولتجنب توجيه أي اتهامات مباشرة. اكتفت اللجنة بالقول إن شارون يتحمل مسؤولية «الاستخفاف بمخاطر أعمال الانتقام وسفك الدماء التي قامت بها الميليشيات اللبنانية ضد سكان المخيمات». وقد عزل شارون الذي رفض الاستقالة من منصبه كوزير للدفاع في 14 فبراير من العام 1983. وصدر قرار بعدم توليه منصب وزير للدفاع مستقبلاً.
وفي العام 2000. قام شارون بزيارته المعروفة للحرم الشريف وأصر على الدخول إلى الحرم برفقة ما يزيد على ألفين من عناصر الشرطة والحرس الشخصي وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث مواجهة عنيفة واندلاع الانتفاضة الفلسطينية.
ثم تمكن شارون من تحقيق الفوز بانتخابات عام 2001 في ظل وعد أطلقه للإسرائيليين بالقضاء على الانتفاضة في غضون مائة يوم واستخدم كل الأسلحة الممكنة لسحق الفلسطينيين العزل. فقد جالت دباباته أرجاء المدن الفلسطينية الكبرى ودمرت بناها التحتية وقامت طائراته المقاتلة بإلقاء القنابل على مخيمات اللاجئين وقتلت الفلسطينيين من كافة الأعمار ودمرت آلياته الأراضي والمزارع واقتلعت آلاف الأشجار وهدمت منازل المدنيين واغتصبت حكومته آلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة لبناء جدار الفصل العنصري.
كما جالت عناصر جيش شارون كل المدن والبلدات والمخيمات من أجل اغتيال قادة المقاومة واعتقال الناشطين بها وتدمير منازل المدنيين وارتكبت المجازر في كثير من الأحياء بما في ذلك مخيمات اللاجئين في غزة مثل مخيم رفح والمدن الرئيسية في الضفة الغربية مثل نابلس وطولكرم وجنين وغيرها. وساهم المستوطنون الإسرائيليون بدورهم في العمليات حيث قاموا بتشكيل ميليشيات خاصة للمشاركة في قتل الفلسطينيين وتدمير أراضيهم ومنازلهم وجرف مزارعهم.
وقف شارون ضد معاهدة السلام مع مصر في العام 1979 وصوّت ضدها وضد انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما يعرف بالمنطقة الآمنة في جنوب لبنان في العام 1985. وفي العام 1991 كان أيضاً مناهضاً لمشاركة "إسرائيل" في مؤتمر مدريد للسلام. كما شهد الكنيست تصويته ضد اتفاقية أوسلو في العام 1993 ورفضه لاتفاقية السلام مع الأردن من خلال إحجامه عن التصويت عليها في العام 1994. وفي مارس من العام 2003 رد شارون على مبادرة السلام العربية بإرسال دباباته إلى المدن الفلسطينية من أجل المزيد من الدمار والقتل.
رفض شارون خلال الانتفاضة كل الطروحات السياسية التي قدمت له بدءاً بطروحات ميتشل وتنيت وانتهاء باتفاقية جنيف وخريطة الطريق وانتهك كل الهدنات المتفق عليها واستمر بعمليات الاغتيال بحق قادة المقاومة وعناصرها.
كما لعب شارون دوراً أساسياً في حملة الاستيطان التي شهدتها الفترة الممتدة بين العامين 1977 و1992 وهي الفترة التي تميزت بأكبر نسبة من مصادرة الأراضي والنشاطات الاستيطانية في تاريخ "إسرائيل".
وبينما أقر العالم خريطة الطريق وضعتها اللجنة الرباعية. فإن شارون لم يتبنها ووضع عليها أربعة عشر شرطاً أفرغتها من مضمونها بشكل كامل وركزت فقط على الالتزامات الفلسطينية فقط والانفصال الأحادي الجانب وبناء الجدار وإملاء الحدود من طرف واحد في الضفة الغربية بعد تقطيع أوصالها.